الثلاثاء، 6 يناير 2009

حسن نصر الله هل يجسد الحلم العربي والإسلامي بالتحرر؟


الحرب علي غزة إشارة لطيفة الي قرب نهاية اليهود
بقلم / محمد كامل عبد الرحمن
من دلائل رحمة الله الواسعة انه كلما ادلهمت الخطوب علي الأمة العربية والإسلامية ، وضاقت عليها الأرض بما رحبت ، يسر الله لها ما يخرجها من حالة اليأس الي طمأنينة الأمل بإمكانية الخروج من عنق الزجاجة ، هذا ما بدا واضحاً بعد حالة الكآبة التي اجتاحت الأمة العربية والإسلامية جراء جرائم الحرب التي نفذتها ومازالت دولة الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني المحصورين في قطاع غزة ، فقد انطلقت المظاهرات الهادرة في كل العواصم والمدن العربية والإسلامية ، وافرغ بعض المجاهدين في أصقاع الأرض البعيدة شحنات الغضب الملتهبة ضد أهداف غربية تساند إسرائيل في جرائمها ضد الفلسطينيين ، وطالبت العديد من دول العالم إسرائيل بالكف عن مواصلة ارتكاب الجرائم ضد أبناء غزة العزل ،بيد أن الكلمات التي أطلقها الشيخ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان جسدت كافة المشاعر الجياشة للملايين من المسلمين الذين يقبعون مستسلمين تحت نير وتسلط حكوماتهم العربية التي لا تعبر عنهم ولا عن حقيقة ما يحملونه من مبادئ نبيلة هي وصايا الله التي انزلها في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حتي يرد الحوض حوض النبي يوم يقوم الناس لرب العالمين ، لفد كانت كلمات نصر الله برداً وسلاماً علي اؤلئك المحصورين في غزة الذين ينتظرون دورهم في نيل الشهادة مع أزيز كل طائرة صهيونية غادرة ، وجاءت كلمات نصر الله تثبيتاً لقلوب الملايين من المسلمين في مختلف الأقطار العربية الذين يشاهدون عبر الفضائيات تلك الجرائم ولا يستطيعون عمل شئ سوي الدعاء والتضرع للمولي عز وجل أن ينصر إخوتهم في فلسطين ويخفف عنهم ما يلاقونه علي أيدي العدو الصهيوني.
لقد حرك نصر الله مشاعر المسلمين في بقاع الأرض قاطبةً لأنه تحدث بلسانهم وبما يعتمل في دواخلهم ، وحركت كلماته الشعب المصري الأبي فخرجت الملايين تطالب بفتح معبر رفح لإدخال المعونات للفلسطينيين ولاستقبال الجرحي ومواساة المكلومين لان معبر رفح هو الباب الوحيد لمد يد العون للفلسطينيين بعد أن تضافرت عوامل عدة وعملاء عديدون فتعسر علي الكثيرين تقديم المساعدات للرجال والنساء والأطفال في غزة ، إن الدعوة لفتح المعبر تنطلق بسبب الشعور الكبير بالعجز والاسي عن فعل شئ لإزالة العقبات أمام تطبيق المثل النبوي الشريف الذي يصور تكاتف وتعاضد المسلمين بالجسد الواحد ، فهذه هي الأخلاق الإسلامية الحقة وهذا هو الإتباع الحق لكلمات الله التي خاطبت قلوب المؤمنين بالقول: ( ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيرا).
إن الاستجابة لداعي تحرير الإرادة السياسية العربية ينبغي أن يؤخذ بقوة في هذه الأيام المباركة من العام الهجري الجديد حتي تتخلص الأمة من عوامل الضعف التي فيها ، فقد تكشفت الحقائق وأصبحت الرؤية تجاه الأنظمة العربية المتواطئة مع العدو واضحة ومن المهم البدء الفوري في إعادة النظر في علاقة الشعوب الحرة بأنظمتها الحاكمة وترتيب عملية إعادة الحكم الي هذه الشعوب لأنه لا سبيل الي تحقيق الكرامة والنبوة المبشرة بإبادة اليهود والحاثة علي إزالة شجر الغرقد إلا بإزاحة معظم الأنظمة العربية التي تجثم علي صدر الأمة مثل الهم والغم أو إجبارها علي الانصياع لرغبة الشعوب.