الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

إعترافات وسيط حاول إصلاح ذات البين


لعله من غرائب الصدف ان نجد في هذين اليومين من يهتم لما حدث من شقاق وسط الاسلاميين اورثهم الخبال حتي صاروا في عداوة بعضهم البعض اشد من عداوة اليهود للمؤمنين ، وقلنا غرائب الصدف لان الجميع في السودان مشغول بأمره وخاصة نفسه فحسب وليس لديهم وقت يضيعونه في البحث عن اسباب صراع الاسلاميين ولسان حال الجميع يقول فليذهب هؤلاء المنافقون الي الجحيم فقد فضحهم الله وكشف ستره الذي كان يسترهم به زمناً طويلا وتركهم لشيطانهم يفعل بهم ما يشاء فإن موعدهم جميعاً ما وعد الرحمن به لأملأن جهنم منك ومن تبعك اجمعين ، ولفائدة القراء احببنا ان يطلعوا علي آخر ما خطته الاقلام عن حال الاسلاميين في شقاقهم وتدابرهم ولعنهم بعضهم بعضا عسي ان يكون في ذلك عبرة لمن كان له قلب او القي السمع وهو شهيد فلنقرأ ما كتبه ساعي الخير بروفيسور محمد زين العابدين عثمان في صحيفة السوداني بتاريخ الثامن من شهر نوفمبر من عام الفين وثمانية تحت عنوان من أجل وطني والتاريخ
الأخ الكريم الأستاذ محجوب عروةأرجو ان تسمح لي ان أطل عبر قلمكم الرصين في أمر يؤثر في كينونة وطننا وتوجهنا الإسلامي وما دعاني لطرق بابكم هو ما شعرت به من صدق حسكم الوطني في توجيه نصائحكم لقيادات وكوادر الحركة الإسلامية الحديثة في السودان والذين لم يستبينوا النصح حتى الآن ولا أدري ماذا
أصاب اخوة الأمس الذين جعلوا من كتاب الله وسنة نبيه نبراسا ينير لهم الطريق أم قد صار على القلوب اقفالها.لقد كنت اخي محجوب متابعاً بحكم انتمائي الوطني والإسلامي متابعاً لانقسام الحركة الإسلامية التي تمسك بمقاليد الحكم والأمور في بلادنا منذ بداياته الأولى وبحكم وجودي الكثير باوروبا الغربية كنت متابعاً لما يجري خارج الوطن وخاصة بعد اندلاع الحرب في دارفور بقيادة الحركات المسلحة وكنت مشفقاً ومتنبئا بما سيؤول له السودان في ظل هذا الصراع المحموم بين أركان الحركة الإسلامية ولمتابعتي الدقيقة لمجريات الأحداث خارج الوطن، وأيضاًَ فقد كنت متابعاً
لكل الجهود التي قام بها اخوة كرام لرأب صدع اخوة الإسلام سواء من الحادبين من الإسلاميين بالداخل وعلى رأسهم الأخ البروفيسور عبد الرحيم علي أو الاخوة الإسلاميين المشفقين على حركة الإسلام بالسودان من خارج الوطن وعلى رأسهم الشيوخ يوسف القرضاوي وعبد المجيد الزنداني ودكتور العوا ولكن كل هذه الجهود قد ضاعت سدى بين تعنت الفرقاء والتي لو احتكموا فيها لما قال الله ورسول لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه ولكنهم جعلوها وراء ظهورهم وتملكتهم الذات وأهواؤها الضيقة ولقد كان دأبنا نحن الاتحاديين عندما تدلهم الأمور بالوطن نقدم الوطن على أي نظرة حزبية ضيقة خاصة لو
اقترن مهدد الوطن بمهدد العقيدة والتوجه الذي عمل اخوة الأمس على تشويه صورته بما هم عليه وبمبادرة كريمة من شخصي الضعيف وبهدوء وحوار هادئ مع الأخ الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابي بأن الذي يدور بين المؤتمرين ليس في صالح الوطن أو الإسلام في شئ وكبير القوم هو الذي يتجاوز الصغائر من أجل القيم العليا ولا بد من رأب الصدع من أجل الوطن والإسلام، وقد كان هذا الحديث لأكثر من عام قد وافق فيه الأخ الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابي بالالتقاء مع الأخ علي عثمان محمد طه بمنزلي دون قيد أو شرط أولاً لايمان الشيخ حسن اننا كاتحاديين جهة محايدة مسعانا يختلف في توجهه عن مساعي كل الاخوة الإسلاميين الذين حاولوا من قبل وثانيهما تقديراً لعلائق قديمة
وسابقة في حركة الإسلام وقد رأى الشيخ حسن الترابي ان يلتقي اولاً بالأخ علي عثمان محمد طه بحسبان انهما الأدرى بمسار الحركة الإسلامية بالسودان بكل ملابساتها وبكل تضحياتها وان تناقش قضايا الخلاف بكل هدوء وسعة وطول بال وان ما يتم الاتفاق حوله الذهاب به للأخ الرئيس عمر حسن أحمد البشير بحسبان انه رأس الدولة وممثل السلطة العسكرية دعامة النظام القائم، وإذا تم الاتفاق مع سلطة الدولة يكون موقف الحركة الإسلامية جمعاء معها تأييدا وإذا لم يتم الاتفاق يكون موقف الحركة الإسلامية جمعاء معارضة مثلها ومثل الأحزاب السودانية المعارضة الأخرى
.حاولت أخي محجوب طوال نهاية العام السابق وهذا العام ان اجد فرصة للالتقاء بالأخ علي عثمان محمد طه سواء بالذهاب إلى المنزل وترك مذكرة وكذلك أرسلت له مذكرة مع العم التجاني محمد إبراهيم الذي هو معي على دراية بكل الأمر وكان على استعداد لاستضافة اللقاء والحوار بين الشيخ حسن والأخ علي عثمان وقد سلم المذكرة للأخ علي عثمان ولكن لم يصلني رد منه حتى الآن، ثم من بعد ذلك لجأت لزملاء الدراسة ممن ينتمون للحركة الإسلامية وقد بذل الأخ الدكتور عمر محمد التوم جهده بواسطة من يعرف لتحديد مواعيد لي لمقابلة الأخ علي عثمان محمد طه ولكن باءت مساعيه بالفشل وكذلك الأخ تاج الدين المهدي أمين ديوان
شؤون المغتربين السابق والذي تربطني به علائق عدة لتحديد هذا الموعد ولكن دون جدوى بحجج من الطرف الآخر ان الوقت غير مناسب الآن، وبعد ما حدث من غزو لمدينة أم درمان بواسطة حركة العدل والمساواة شعرت وكما تنبأت أكثر ان السودان وطن الجدود ذاهب لكارثة في وجوده وكينونته بسبب الصراع بين الإسلاميين وليس معنى حديثي هذا ادعي رباطاً بين حركة العدل والمساواة والمؤتمر الشعبي ولكن الحاكمين وحركة العدل والمساواة إسلاميون وفي هذا المنحى لجأت لصلة القربى بالأخ علي عثمان محمد طه بمساعدة الأخ الكريم مولانا محمد احمد سالم ان أوصلني للأخ عبد العظيم سالم بسالم
محمد طه ابن عم الأخ علي عثمان وزوج شقيقته الذي يمكن ان يلتقي به في اجتماعيات الأسرة أكثر من المكاتب وشرحت له الأمر وكتبت له مذكرة في احد كروتي التعريفية ليحدد لي موعداً مع الأخ علي عثمان وهو مشكوراً قد تحمس للمسعى بحسبان هذا نجاح فأجري المسعى والنجاح وإذا فشل فأجر الاجتهاد، ولكن في كل مرة يتحجج الأخ عبد العظيم بأن الأخ علي مزحوم ومشغول أو ان تصريحات الشيخ الترابي سالبة لا تساعد على اللقاء ووقتها شعرت وتأكد لي ان الأخ علي عثمان محمد طه رافض اللقاء بالشيخ حسن الترابي وليس له رغبة في التقاء شمل الحركة الإسلامية لتجنيب البلاد ويلات قادمات
.وما دعاني لأكتب وافشي هذا السر والذي لم استشر فيه الشيخ حسن الترابي هو يأسي التام عن فرص التئام شمل الإسلاميين وان الذي بينهم أعمق مما كنت اتصور ووصلت لنقطة اليأس الكاملة بعد ما جاء في خطاب الأخ علي عثمان محمد طه في مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير عندما قال ان هؤلاء ويعني الشيخ حسن الترابي ومعه إذا جاءوهم في المؤتمر الوطني فلن يزيدوهم إلا خبالاً فسبحان الله ان يكون الشيخ الدكتور حسن الترابي يزيد حركة الإسلام خبالاً وهو الذي اعطاها من صبره وفكره ووقته وعذاباته ونضاله كل ما يملك ولم يدانيه ولن يدانيه أحد، وما كنت اتوقع ان يخرج هذا
الحديث من فم الأخ علي عثمان في حق الترابي وهو يعلم انه لو لا الترابي بعد الله لم تكن ليكون ولن يكون ولا يمكن بسبب مرارات شخصية لن تمسح كل مجاهدات الشيخ الترابي ليصبح ممن يزيدون الآخرين خبالاً.في ختام رسالتي هذه أردت ان أملك كل الاخوة الإسلاميين وكل أهل السودان وكل جماهير الشعب السوداني ان الرافض للحوار وللقاء ولرأب صدع الحركة الإسلامية ليس الشيخ الدكتور حسن الترابي ولكن من بيدهم السلطة وبذلنا حديثنا ليس من أجل اعضاء الحركة الإسلامية أو خاطر عيونهم ولكننا فعلنا ذلك من أجل الوطن الذي نرى ما يحيق به بسبب صراعهم الخالي من المحتوى والذي ليس له
علاقة بالاسلام والوطن لا من بعيد ولا من قريب واتمنى ان يتملك الصادقون والنزيهون والانقياء في الحركة الإسلامية زمام الأمر وان يفرضوا ارادتهم بابعاد كل من يعمل على الخلاف والشقاق من أجل وطن ليس ملكاً وحدهم ولو كنا نحن الاتحاديين نتعامل بردود الأفعال لذكينا نار الفتنة والصراع بين الإسلاميين بمثلما يفعلون بحزبنا ولكننا من أجل الوطن والإسلام نتجرد من ذواتنا وحزبيتنا.والسلام*جامعة الزعيم الأزهري

ليست هناك تعليقات: