الأربعاء، 18 يونيو 2008

حوادث المطارات


حوادث المطارات
قبل أيام اصطدمت طائرة ركاب مصرية باخري سعودية بأرض مطار الخرطوم الدولي وقالت الجهات المختصة ان الحادث عرضي غير مقصود لان الطائرة المجني عليها كانت قابعة علي ارض المطار خارج دائرة الهبوط والإقلاع!!!.
وقبله بفترة احترقت طائرة شحن سودانية داخل أسوار المطار ونجا طاقم الطائرة بأعجوبة وقالت الجهات المختصة ان الحادث سببه دخول احد الطيور الجارحة في فتحة تهوية إحدى ماكينات الطائرة ما أدي لتعطل بقية المحركات وهبوط الطائرة اضطراريا واصطدامها بآلية عسكرية ومن ثم احتراقها ، وقبلها سقطت طائرات عديدة لم تعرف أسبابها ولا حجم الأضرار الناجمة عنها والأمر اكبر من ان يحصي.
ومن المعروف ان هناك كادراً فنياً وهندسياً متدرباً ومؤهلاً يعمل في خدمة هيئة الطيران المدني منهم الذين يعملون في برج المراقبة ومنهم ضباط الكنترول والمتخصصون في الإرصاد الجوي وضباط التحويل وغيرهم من الكوادر النشطة ومع ذلك لا نعرف حتي الآن وجهات نظر كل هذا الكم الهائل من العاملين إزاء ما يحدث من حوادث.
ومن الملاحظ ان مثل هذه الحوادث ظلت تتكرر في الاونة الأخيرة لا تكاد تخلو سنة من السنين من حادث من حوادث الطيران بسبب الإهمال وقد راح ضحية هذا الإهمال مئات البشر ومئات الحيوانات حتي تذكر الناس حمار كلثوم بائعة اللبن الذي قضي في حادث قصف بالطيران في حقبة الحرب العالمية الثانية وحمار كلثوم كان مجرد حمار واحد خلدته الأغاني الشعبية التراثية ولكن في حوادث العصر الحالي تجاوز عدد الضحايا الآلاف ولا تكاد تجد من يؤرخ لمهلكهم.
عموماً هل تتابع الجهات المختصة عملية تكرر حوادث الطائرات أم ان الأمر يقتصر علي الضجة التي يثيرها الحدث عند الوهلة الاولي ومن ثم تمضي الأمور علي سجيتها ومنوالها القديم بالتقادم في انتظار حادث آخر يخرج الناس من ظلمة الغفلة الي شمس الانتباه الساطعة.
لقد حان الوقت لإقامة نظام تحقيق إتحادي يتصدى لكشف خفايا وأسرار حوادث الطيران مثل ما هو حادث في البلدان ذات النظرة الإستراتيجية للامور ففي الولايات المتحدة مثلاً هناك وكالة تسمي وكالة الطيران الفدرالي مهمتها التحقيق في حوادث الطيران وتضم خبراء في هذا المجال لا علاقة لهم بشركات الطيران العاملة لإضفاء المزيد من الشفافية علي أعمالها وتقوم هذه الوكالة بتقصي الحقائق حول حالات حوادث الطيران واكتشاف ما إذا كانت هنالك علاقة للامر بالتدبير المسبق بهدف الحصول علي أموال التأمين المخصصة لتعويض الأضرار الناجمة عن مثل هذه الحوادث.
ومن الواضح أننا متخلفون في هذه المجالات لانه لم يحدث ان نشرت حيثيات التحقيق في حوادث كثير من الطائرات التي سقطت منذ سنوات وأودت بأرواح نفر كريم من أبناء هذا البلد نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر ضحايا طائرة الناصر وعلي رأسهم الشهيد الزبير محمد صالح وصحبه الميامين إنشاء الله وطائرة عاشوراء التي كانت تقل الشهيد إبراهيم شمس الدين وكوكبة من أبناء السودان الأوفياء وغيرها وغيرها.ان التحقيق الكامل لم يجري بصورة علمية وفنية إلا للطائرة التي كانت تقل الدكتور جون قرنق وحتي هذا التحقيق مطعون فيه من قبل نفر من قيادات الحركة الشعبية التي كان يتزعمها الراحل قرنق.

ليست هناك تعليقات: