الأحد، 13 نوفمبر 2011

قراءة هادئة في الوضع الراهن (1-3)

الجوس بالكلمات
twasool@gmail.com
قراءة هادئة في الوضع الراهن (1-3)
شهدت أيام التشريق لعيد الاضحي المبارك أحداث سودانية ساخنة كان اولها احتفال رئيس الجمهورية المشير عمر البشير مع قواته المسلحة باعادة تحرير مدينة الكرمك واقامة صلاة العيد في ساحاتها تأكيداً لما صرح به الرئيس بناءاً علي المعلومات الاستخبارية الموفرة ، ومن ضمن الاحداث قيام حكومة الخرطوم عبر المحافل الدولية بتجديد اتهاماتها لحكومة دولة جنوب السودان بانها تسعي لخلق الازمات في الشمال وترعي من تسميهم الخرطوم بالمتمردين في جنوب كردفان والنيل الازرق منوهة الي ان لديها أدلة تؤكد صدق مزاعمها.
وعلي الصعيد الآخر نفت حكومة الجنوب ضلوعها في اي عمل عدائي ضد الشمال وجاء النفي علي لسان الرئيس سلفاكير وزادوا في النفي اعادة ذات الاتهام الي الخرطوم مؤكدين صدقيتهم بما تكشف لهم من معلومات بعد القبض علي عبدالرحمن سولي احد من تزعم جوبا انه متمرد بأمر حكومة الشمال ويتلقي الدعم والسلاح منها ، ولم تتوقف مفاجئات ايام العيد علي الاتهامات المتبادلة بين شريكي نيفاشا فقد اصدرت الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال - بياناً ثالث ايام العيد اكدت فيه ان القتال تجدد ثاني ايام العيد خارج مدينة الكرمك ما يعني بأن المعارك ما تزال مستمرة وأن المشكلة لم تنتهي بعد وان الإحتكام الي البندقية ربما لن يصنع الاستقرار لا في جنوب كردفان ولا النيل الازرق بل ربما يرخي بظلاله علي مجمل الوضع الامني في بقية ولايات ما تبقي من شمال السودان .
بيد ان أكبر بلايا حكومة الخرطوم خلال الايام الفائتة هو اتهام المجتمع الدولي للخرطوم بقصف معسكرات ومخيمات اللاجئين الفارين من ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق وهو الاتهام الذي وظفته حكومة الجنوب غاية التوظيف للرد علي اتهامات الخرطوم لها ، ان تبني المجتمع الدولي ومؤسسات الامم المتحدة للإتهامات الخطيرة الاخيرة يؤكد بإن مناطق النزاع الحالية اصبحت
جنوباً جديداً مع سبق الاصرار والترصد وانها ستحظي كما حظي الجنوب من قبل بالوضع اللائق الذي كان يطالب به وهو ما فشلت فيه حكومة الخرطوم وضيقت علي نفسها مساحات المناورة حتي تراجعت بالكامل عن مساحة عظيمة من التراب
السوداني لصالح المخططات الاجنبية الرامية الي تفتيت وتقسيم السودان علي اسس قبلية وعنصرية مأفونة - هذا عدا المساحات والمثلثات الاخري المسلوبة والمسكوت عنها - ان الخرطوم تتحمل كامل المسؤولية عن قصور فهمها السياسي والوطني لإحتياجات الداخل السوداني ..ان تلك الاحتياجات ستتحول طبيعياً الي مطالبات خارجية ودولية ومن المعلوم والراسخ ان الخرطوم اسرع الحكومات السودانية التي مرت علي تاريخ البلاد إنصياعاً للإملاءات الخارجية وفي هذا اسألوا المراقبين .
ان الوضع الراهن يتكون من عدة إشكالات عويصة اولاها الحيرة الكبيرة البادية علي وجه النظام في اخراج تشكيلة وزارية قومية ترث الفوضي السياسية والاقتصادية والاخلاقية التي خلفتها ممارسات حقبة الشريكين وتتأمل في كيفية الخروج من المأزق الراهن المتمثل في الازمة الاقتصادية وكلفة الحرب الغبية في الجنوب الجديد عوضاً عن البحث عن طرائق جديدة واكاذيب مبتكرة لإسكات الاصوات الشعبية المتطلعة نحو نصيبها من ربيع الثورات العربية ، ان الرغبة الشعبية في التغيير عارمة وتزيد كلما زادت
اسعار الضروريات وساءت الاحوال الامر الذي يجعل من الثورة بعبع مخيف لا تعلم الحكومة متي يأتي .
وبرأي ان الازمة الحقيقية تكمن في انعدام الثقة بين شركاء نيفاشا السابقين او بالاحري - الذين ماتزال بينهما امور عالقة - الشعب السوداني لا ينوبه من كل هذه الفوضي الا التشريد والدمار كما تابع الجميع مآسي المدنيين الفارين من جنوب كردفان والنيل الازرق عليه فإن الواجب يدعو حملة الأقلام الي الإسهام في إيقاف هذه الفوضي عبر المطالبة المتكررة بالوقف الفوري لاطلاق النار وعودة هؤلاء الشركاء المتشاكسون الي طاولات حوارهم الي ان يقضي الله أمراً كان مفعولا ، ان الرزايا تكاثرت علي البلاد ومن الواضح اننا نشهد حقبة التغيير الكبيرالمفضي إما الي تفتيت كامل التراب السوداني لمصلحة تجار الحرب بالداخل واصابع التخريب الاجنبية بالخارج او ربما تقودنا تعقيدات ملفات الراهن الي فك عقدة ( اوديت ) وتطور الاحداث تبعاً لما جري في المحيط الإقليمي . نواصل

ليست هناك تعليقات: